ما أهمية سرد القصص

تعد منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر المناطق استخداماً لوسائل التواصل الاجتماعي ولذلك إن كنت تسعى إلى جذب الممولين الأصغر سناً أو التفاعل مع الجماهير الشابة حول قضايا محددة، فلا غنى عن استخدامك لمنصات مثل التيك توك. علاوة على ذلك، يجب عليك تحديد المؤثرين الرئيسيين للشريحة المستهدفة على التيك توك والتفاعل معهم.

ومن الأمثلة الرائعة على هذه الاستراتيجية هو التعاون الذي شهدناه بين أبو فله، وهو أحد الشخصيات المؤثرة في صناعة محتوى الألعاب والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. فقد تمكن هذا اليوتيوبر الكويتي من جمع 10 ملايين دولار في 10 أيام فقط لصالح المفوضية من خلال حبس نفسه في صندوق زجاجي في وسط مدينة دبي.

وقد تشعر المؤسسات الرسمية أو الأكثر رسوخاً أنه من غير المناسب التعامل مع المؤثرين الشباب على هذه المنصات الناشئة. لكن الحقيقة هي أن وسائل التواصل الاجتماعي قد أصبحت اليوم جزءاً لا يتجزأ من وسائل الإعلام الرئيسية، ولذلك من المهم جداً أن يكون لك حضور على هذه المنصات إذ كنت ترغب في الحفاظ على تأثيرك. كما ينبغي عليك أن تكون مبدعاً كي تنجح في التواصل مع جمهورك.

وعندما يتعلق الأمر بمناصرة قضايا محددة، فإن فهم التفاصيل الدقيقة للسياق أمر بالغ الأهمية. وفي العالم العربي يتحقق التأثير من خلال الجلوس على الطاولة المناسبة مع الأشخاص المناسبين في الوقت المناسب.

ويجب عليك أن تكون مستعداً وقادراً على توضيح أهمية القضية التي تدافع عنها للجمهور ويجب عليك تقديم الحلول. ولذلك فإن هذا النوع من المناقشات يستدعي تبني أسلوب جديد لتقديم نفسك والقضية التي تناصرها. أنه أسلوب مختلف تماماً في الاتصال والتواصل مع الآخرين، ولكنه فعّال للغاية.

وتذكر أن المناصرة هي مسعى طويل الأمد. فمعظم القضايا معقدة وتتطلب سنوات من الجهود المشتركة لحلها. عليك العمل على بناء التحالفات حتى تتمكن من مشاركة القصص التي تحقق التغيير الاجتماعي.

ويبقى التعاون مع الآخرين الطريقة الأنجع لتوسيع نطاق رسالتك. وأنا لا أتحدث فقط عن مشاركتك في جلسة حوارية مع أحد الأشخاص بل أعني المشاركة العميقة والتواصل الحثيث والعمل معاً لتحقيق نتائج مشتركة.

وكما يقال، اصنع كعكة أكبر حتى تزيد الحصص التي يمكنها مشاركتها.