العطاء في حالات الطوارئ
موارد من تجميع منصة سيركل تقدم كل ما يجب أن تعرفه عن توفير التمويل في الأزمات
موارد من تجميع منصة سيركل تقدم كل ما يجب أن تعرفه عن توفير التمويل في الأزمات
توضّح هذه الصفحة التي تم تجميعها من مصادر متنوعة المسارات المختلفة التي يمكن أن يتبعها رّواد العطاء والممولون من الشركات الذين يرغبون في الاستجابة لحالات الطوارئ الإنسانية. وفي إطار هذا الجهد، قمنا بتجميع مجموعة مختارة من الموارد والأدلة الإرشادية والمقالات لمساعدة الجهات المانحة على العطاء بأكبر قدر ممكن من الكفاءة والفعالية في أعقاب الأزمات مباشرة والنظر كذلك في كيفية دعم المجتمعات المتضررة على المدى الطويل أثناء سعيها لإعادة الإعمار بعد الكارثة أو النزاع.
يختلف العطاء في الأزمات عن العمل الخيري المعتاد. فالوقت يشكل عنصراً مهماً، لكن القرارات لا بد أن تتخذ بسرعة من دون أن تكون عشوائية لأن التمويل غير المدروس في حالات الطوارئ يمكن أن يضر أكثر مما ينفع، ما قد يؤثر سلباً على الأسواق والموردين المحليين ويتسبب في ازدواجية المساعدات، وفي بعض الحالات، قد يخلق نوعاً من التبعية بدلاً من بناء القدرة على الصمود.
وخلال عام 2023، من المتوقع أن يحتاج 339 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية والحماية، وهو ما يشكل عدداً قياسياً يزيد كثيراً عن عدد الـ274 مليون شخص الذي كان متوقعاً في بداية عام 2022. ويعزى هذا الارتفاع الحاد في الاحتياجات إلى مجموعة من العوامل أبرزها الظواهر الجوية المرتبطة بتغير المناخ التي تتسبب بالجوع وعدم الاستقرار الاقتصادي والنزوح الجماعي والنزاعات المسلحة الحديثة والممتدة، وصدمات أسعار الغذاء والوقود ذات الصلة، والآثار المترتبة على جائحة كوفيد -19.
وفي ديسمبر عام 2022، أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) نداءً إنسانياً قياسياً، وطلب من المانحين بالمساهمة بمبلغ 51.5 مليار دولار، أي بزيادة قدرها 25 في المئة عن عام 2021.
ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا):
وفي هذا الإطار، أفاد مارتن غريفثس، منسق الإغاثة فـي حالات الطوارئ أنه في "هذا العام، تسبب الصراع الطاحن وأزمة المناخ الفتاكة والأوبئة الصحية ومنها الكوليرا وكوفيد-19 في مستويات قياسية من المجاعة والنزوح والفقر المدقع، مما جعل تحقيق المساواة للنساء والفتيات بعيدة المنال أكثر فأكثر".
من الواضح أن الاحتياجات ضخمة ومن المرجح أن تتفاقم خلال الأشهر القادمة. من هنا، تسعى هذه الصفحة إلى مساعدتك في تحديد ما الذي يمكن للمانحين القيام به من أجل المساعدة، ومعرفة المزيد عن الجهود المبذولة والجهات التي تقوم بها وفي أي المناطق والمجالات وكيفية تقديم التمويل بطريقة منصفة ومستدامة. كما سنقوم بتحديث الصفحة بانتظام لإضافة موارد جديدة.
تعد الاحتياجات في الأزمات واسعة ومتنوعة ولذلك فإن المجتمعات المتأثرة تكون بحاجة إلى الدعم في العديد من المجالات. وهناك الكثير من الطرق التي يمكن لتمويلك المساعدة من خلالها.
عندما تتصاعد وتيرة نزاع أو تحل كارثة أو يحدث تفشٍ لمرض ما، يستطيع رواد العطاء والمحسنون أن يفعلوا الكثير من أجل المساعدة. لكنهم غالباً ما يكونون على بعد أميال عديدة من مكان الأزمة، ولذلك ما لم تكن لديهم علاقات مباشرة مع المجتمع المتضرر، فقد يكون من الصعب عليهم معرفة الجهات التي يجب عليهم الاتصال بها وكيف يمكنهم تقديم المساعدات.
إلا أن هناك العديد من الخيارات أمامهم ومن أبسطها الاستجابة لنداء الأمم المتحدة أو جمعيات الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر. للعثور على جمعية محلية للصليب الأحمر أو الهلال الأحمر، يمكنك زيارة هذا الدليل على الموقع الإلكتروني للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وهناك خيار آخر وهو تقديم الدعم لمنظمة غير حكومية دولية، مثل إنقاذ الطفولة أو أطباء بلا حدود أو لجنة الإنقاذ الدولية أو منظمة أوكسفام. وتطلق العديد من هذه المنظمات نداءات دولية لحشد التبرعات، إلا أن جمعها سيكون بالدولار الأمريكي أو الجنيه الإسترليني أو اليورو، لذلك قد ينتهي بك المطاف بدفع رسوم ضخمة لتحويل العملات بحسب الطريقة التي ستتبعها في تقديم التبرعات.
وفي دول الخليج، تطلق الوكالات الدولية كمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين وجمعيات الهلال الأحمر نداءات إقليمية للحصول على التمويل من أجل الاستجابة للأزمات الخارجية. ومن الأمثلة على مثل هذه الاستجابة الإقليمية الحملة التي أطلقتها مفوضية الأمم المتحدة للاجئين لجمع أموال إضافية لدعم اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال فصل الشتاء. كما تقوم اليونيسيف بجمع التبرعات من الشركات الخليجية لتمويل استجابتها للفيضانات في باكستان. وفي الحالتين، تقبل المنظمات التبرعات الفردية عبر الإنترنت بالإضافة إلى الهبات الأكبر حجماً المقدمة من الشركات.
كما يوجد لدى العديد من وكالات الأمم المتحدة مكاتب لمنطقة الخليج في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، وكذلك الأمر بالنسبة لبعض المنظمات غير الحكومية الدولية. وقد اختارت منظمات أخرى، مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمنظمة الدولية للهجرة، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة)، ومنظمة العمل الدولية مدينة الكويت لاستضافة مكاتبها لمنطقة الخليج. أما بالنسبة لمنظمات الأمم المتحدة التي لا يوجد لها مكاتب في دول الخليج، فيمكنك الحصول على تفاصيل الاتصال بأقرب مكتب لها بزيارة الموقع الالكتروني التالي.
مع ذلك، إذا كنت ترغب في تقديم تبرع سريع لأزمة ما فقط، فيمكنك الاطلاع على منصة ’يلا غيف‘ YallaGive التي يقع مقرها الإمارات العربية المتحدة، أو تطبيق ’جف‘ لجمع التبرعات في الكويت أو موقع Donate.om العُماني، أو ’خير بلس‘ في البحرين. فهذه المنصات تدرج الجهات المرخصة التي تقوم بجمع التبرعات لمجموعة متنوعة من القضايا، من بينها نداءات الاستجابة لحالات الطوارئ.
لكن تذكر أن هناك قواعد صارمة لجمع التبرعات في المنطقة ولذلك عليك تقديم التبرعات للمؤسسات أو الحملات الخيرية المرخصة فقط.
غالباً ما تكون المنظمات المحلية أو مجموعات المجتمع المدني أو الكيانات الدينية هي أول من يقوم بالاستجابة خلال الأزمات. ومن المرجح أن يكون هؤلاء المستجيبون المحليون الأصغر حجماً أنفسهم هم أيضاً الجهات التي سيتم التعاقد معها من قبل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية لتقديم البرامج التي تروّج لها على صفحاتها العالمية لجمع التبرعات.
ويمكن للتبرع المباشر لهذه المنظمات أن يُسهم في إيصال الأموال إلى حيث تشتد الحاجة إليها بشكل أسرع، كما أنها طريقة تسمح لروّاد العطاء والمحسنين بتمكين المجتمعات من الاستجابة لتحدياتها بطريقتها الخاصة دون إجبارها على الاعتماد على المساعدات الخارجية.
علاوة على ذلك، يدرك المستجيبون المحليون تماماً الاحتياجات ويعرفون كيف يصلون إلى الفئات الأكثر ضعفاً التي قد تغفل عنها وكالات المعونة الدولية لأنها أقل وضوحاً في المجتمعات بسبب عوامل مثل أماكن تواجدها وحواجز اللغة والمعايير الثقافية.
مع ذلك، عادة ما يبتعد روّاد العطاء والمانحون من الشركات والحكومات عن هذا النوع من العطاء على المستوى المحلي لأنه ينطوي على مخاطرة. فكيف يمكنك الوثوق بهذه المنظمات الأقل شهرة إذا كنت لا تعرف الكثير عنها؟ ماذا لو كانت تنتمي إلى جماعات سياسية محظورة أو إجرامية؟ هل تتقن هذه المنظمات تماماً ما تقوم به، وهل ستنفق أموالك بفعالية؟
تختلف الرغبة في المخاطرة من متبرع لآخر ويمكن في الكثير من الحالات التخفيف من حدتها من خلال توخي الحرص الواجب، وهي مهمة عادة ما تتحملها المنظمات غير الحكومية الدولية في حال قررت تقديم عطائك من خلالها. مع ذلك، لا تزال هناك العديد من الحواجز الهيكلية، من بينها:
لمساعدة المنظمات الصغيرة التي تعمل على الخطوط الأمامية لتصبح مؤهلة للحصول على تمويل خارجي، انظر في التبرع بشكل يتسم بالمرونة وعلى مدى سنوات عديدة وبتخصيص جزء من أموالك لدعم قدراتها الداخلية.
تشكل التداعيات المترتبة على انفجار مرفأ بيروت في أغسطس عام 2020 دليلاً قوياً على أهمية العطاء على المستوى المحلي. فعلى الرغم من تدفق مبالغ كبيرة من أموال المساعدات الثنائية والدولية إلى لبنان في أعقاب الانفجار، إلا أن المنظمات غير الحكومية المحلية ومجموعات الشتات ومجموعات المجتمع المدني والشركات والأفراد هم في الحقيقة من قاد الاستجابة على أرض الواقع.
وفيما يلي نوضح كيفية قيام ست منظمات مختلفة للغاية بدعم المجتمعات وإعادة البناء بعد الانفجار:
للمزيد من المعلومات حول الاستجابة لانفجار بيروت، يمكنك الاطلاع على هذه المقالة على موقع ’زمن العطاء‘.
هناك إدراك متزايد لأهمية الاستثمار في قيادات وقدرات المنظمات المحلية التي تقف على الخطوط الأمامية في التصدي للأزمات. فإذا لم تتلقى المنظمات غير الحكومية الصغيرة التمويل بشكل مباشر فلن تتمتع أبداً بالقدرة على الوفاء بمطالب مانحيها ذات الصلة بالإبلاغ والمساءلة.
بالمثل، هناك حساسية متزايدة تجاه الحاجة إلى إنهاء الاستعمار في قطاع المساعدات والتنمية والعمل الخيري وجعل الإجراءات قائمة بشكل أكبر على المشاركة والإنصاف. فمن غير المنطقي أن تقرر منظمة غير حكومية دولية يقع مقرها في الولايات المتحدة أين وكيف تقدم الدعم لمجتمع متضرر من الفيضانات في باكستان، بل لا بد أن تكون المجتمعات التي تعاني من الأزمات نفسها يقود تلك الاستجابات.
مع ذلك، لم يمثل التمويل المباشر للجهات الفاعلة المحلية والوطنية في عام 2021 أكثر من 1.2 في المئة من التدفقات المالية العالمية للمساعدات الإنسانية.
وخلال جائحة كوفيد-19، عندما تعطلت حركة السفر بشدة ووقعت الاستجابة للأزمات على عاتق المنظمات المحلية، كان هناك تحوّل ملحوظ في أوساط الجهات المانحة نحو تمويل المنظمات الأصغر حجماً. غير أن تقريراً صدر في ديسمبر 2022 عن تحالف تمكين الشراكات Alliance for Empowering Partnership (a4ep) أشار إلى أن هذا التوجه قد انعكس منذ ذلك الحين وأن الجهات المانحة بدأت من جديد بالتركيز على الوكالات الدولية بدلاً من المستجيبين المحليين.
مع ذلك، هناك مبادرات عديدة تسعى للتصدي لهذا الخلل من بينها مبادرة ’تعهد من أجل التغيير‘ Pledge for Change التي تم إطلاقها في أكتوبر عام 2022 وتحدد مساراً طموحاً لإصلاح المنظمات غير الحكومية بحلول عام 2030 يقوم على ثلاثة جوانب رئيسية هي:
يعد مركز العمل الخيري من أجل التصدي للكوارث Center for Disaster Philanthropy، ومقره الولايات المتحدة، صوتاً بارزاً في دعم المستجيبين المحليين خلال الأزمات. ويضم دليله الذي يحمل عنوان العمل الخيري من أجل التصدي للكوارث أقساماً كاملة تتطرق للطريقة التي يمكن من خلالها تقديم الدعم للمنظمات غير الحكومية والتحقق منها، مثل صحيفة الإرشادات بشأن القيادات المحلية في المجال الإنساني ودليل التحقق من المنظمات غير الحكومية من أجل التعافي من الكوارث، الذي يمكنك قراءة المزيد عنه في قسم القراءات الإضافية في أسفل هذه الصفحة.
في حال وقعت كارثة في مسقط رأسك أو في بلدك وأردت تقديم المساعدة، إليك خمسة أمور لا بد من مراعاتها قبل أن تسارع بفتح محفظتك:
يضع العديد من المانحين أنفسهم من دون قصد في صميم عملهم الخيري ويركزون على حجم المساعدة التي قدموها وتأثير مساهماتهم. لكن يجب عليهم عوضاً عن ذلك الإصغاء إلى المجتمعات المتأثرة لأنها أكثر دراية على الأرجح باحتياجاتها، ولذلك من الأهمية بمكان منح هذه المجتمعات كرامة الاختيار وإفساح المجال لها للمشاركة في القرارات المتعلقة بحياتها.
للمزيد من المعلومات حول اختلال موازين القوى في العمل الخيري، شاهد هذه المحاضرة عبر الإنترنت بعنوان "إنهاء الاستعمار في العمل الخيري"، التي أدرتها مجلة ’ألاينس‘ Alliance Magazine وشارك فيها مجموعة من الخبراء العالميين من بينهم شونالي بانيرجي، كبيرة الباحثين في مركز العمل الخيري الاستراتيجي في جامعة كامبريدج، وإيفان مور، الرئيسة التنفيذية ومؤسسة مور للاستشارات الخيرية، وإيرفي شريرام، المسؤولة في مركز العمل الخيري للعدالة الاجتماعية التابع للكلية الهندية لإدارة التنمية، والدكتورة جيسيكا سكلير، المحاضرة في كلية الأعمال والإدارة وزميلة معهد العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية في جامعة كوين ماري لندن.
فيما يلي بعض نقاط البارزة التي تطرقت لها المناقشات:
تقول ’فيداليتي تشاريتبل‘ Fidelity Charitable، وهي مؤسسة خيرية عامة وصندوق موصى به من قبل المانحين يقع مقرها في مدينة بوسطن في ولاية ماساتشوستس، أنك إذا كنت ترغب في تعزيز الإنصاف في أعمالك الخيرية فعليك النظر في اتخاذ الخطوات الخمسة التالية.
الخلاصة: اسأل أعضاء المجتمع مباشرة عن أكثر أنواع الدعم التي يحتاجون إليها.
المصدر: ’فيداليتي تشاريتبل‘: خمس ممارسات للنهوض بالعطاء الذي يتسم بالإنصاف
من الأسباب المهمة لتمويل وكالات المعونة المحلية من أجل الاستجابة للأزمات هو أن هذه المنظمات لن تحزم أمتعتها وتغادر عندما تحدث كارثة جديدة في مكان آخر. بالمثل، وكما هو موضح أعلاه، فإن المنظمات المحلية راسخة الجذور في مجتمعاتها ومواكبة لما يريده الناس وما يحتاجون إليه بالفعل، ولا تتبع سياسات خارجية أو أجندات تمويل قد تعطي الأولوية لبرامج "من الجيد أن تكون ضمن حافظتها" بدلاً من التركيز على الضرورات الأساسية.
ولا يعني كون المنظمة المستجيبة هي منظمة محلية أنها يجب أن تكون صغيرة الحجم. فأكبر منظمة غير حكومية في العالم اليوم وهي ’براك‘ BRAC قد تأسست في بنغلاديش عام 1972 من قبل البنغلاديشي المقيم في لندن فاضل حسن عابد استجابةً لكارثة فيضانات واسعة النطاق. لكن المنظمة واصلت بناء منظومة للاستجابة الإنسانية والإنمائية المتجذرة محلياً مع التركيز على الحد من الفقر وتمكين المرأة ودعم المشردين ومساعدة المجتمعات على التكيف مع آثار تغير المناخ.
وكان المدير التنفيذي لمنظمة ’براك‘، آصف صالح قد تحدث في بودكاست استوديو الأثر عن الحاجة إلى المزيد من الالتزام في بناء قدرات المنظمات المحلية وتعزيزها ووضح الأسباب التي تدعو إلى تغيير ديناميات التنمية.
وعن ذلك يقول: "ما نسمعه عندما نتحدث إلى الجهات المانحة هو أنه من الخطر للغاية دعم بعض المنظمات المحلية لأنها لا تتمتع بما يكفي من القدرات والأنظمة القائمة". لكنه يضيف: "كيف ستعمل هذه المنظمات المحلية على بناء قدراتها إذا تم عصرها لآخر فلس؟ إنه أمر يشبه معضلة الدجاجة والبيضة".
الفكرة الرئيسية هي أنه عندما يتم دعم المنظمات المحلية، فإن بإمكانها الاستمرار في القيام بالعمل في المجتمع الذي تخدمه بعد انتهاء مرحلة الطوارئ، حتى أنها قادرة على النمو لدعم مجتمعات أخرى في جميع أنحاء العالم، تماماً كما تفعل ’براك‘ الآن التي تنتشر عملياتها في 11 دولة أخرى.
ويقول ويليام إم باتون، مؤلف تقرير تقديم المنح الخيرية للكوارث أن "أكثر من ثلث الهبات الخاصة تقدم في أقل من الأسابيع الأربعة الأولى من وقوع كارثة مفاجئة ... بينما يقدم ثلثاها في غضون شهرين. لكن هذا العطاء يتوقف بشكل كامل تقريباً بعد خمسة أو ستة أشهر".
وعادة ما يعني العمل الخيري من أجل الأزمات بالنسبة للكثيرين تمويل مشاريع الاستجابة لحالات الطوارئ القصيرة الأجل لتوفير الإغاثة الفورية للسكان المتضررين. وعلى الرغم من أهمية هذا النوع من الدعم والذي يكون في الكثير من الحالات منقذاً للحياة، إلا أنه ليس الطريقة الفعالة الوحيدة لتمويل الاستجابة للأزمات، بحسب باتريشيا ماكيلريفي، رئيسة مركز العمل الخيري من أجل التصدي للكوارث ومديرته التنفيذية التي تقول أن ذلك لا يتعدى كونه الخطوة الأولى.
وتشمل المجالات التي يجب النظر فيها عند الرغبة في تمويل استجابة طويلة الأجل:
وفي هذه المقابلة مع منصة ’سيركل‘ توضح ماكيلريفي "لماذا يستحق الأمر النظر إلى المكاسب الطويلة المدى" وتشدد على أن المانحين يجب أن يمتعوا بالفطنة وأن يفكروا في مرحلة التعافي عند الاستجابة للأزمات.
يمكنك أيضاً مشاهدة هذه المحاضرة عبر الإنترنت التي تناقش أحدث تقرير للمركز حول حالة العمل الخيري الذي يستهدف التصدي للكوارث. وعلى الرغم من أن البيانات تركز بشكل أكبر على الولايات المتحدة، إلا أن التقرير يتناول أيضاً كمية التمويل المخصص للإغاثة الفورية والتعافي الطويل الأجل والتأهب والحد من مخاطر الكوارث.
أما هذه المحاضرة عبر الإنترنت التي حملت عنوان "الأزمة والاستجابة والقدرة على الصمود" التي استضافتها مجلة ’ألاينس‘Alliance Magazine وضمت متحدثين من بينهم ماكيلريفي ومؤسسة أيكيا الخيرية وشبكة الممولين لحقوق الإنسان وخبيرة في الاستراتيجيات والتنمية العالمية فقد أجابت على الأسئلة التالية:
وتضمنت النقاط الرئيسية المستخلصة من المناقشة ما يلي:
1. مؤسسة الوليد للإنسانية. تعتبر مؤسسة الوليد للإنسانية التي أسسها الأمير السعودي الوليد بن طلال واحدة من أكبر المؤسسات الخيرية في المنطقة. وقد قدمت الوليد للإنسانية التمويل لمبادرات الإغاثة الإنسانية والتنمية التي وصلت إلى أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم. كما تعمل المؤسسة مع مجموعة من الشركاء العالميين، من بينهم صندوق الاستجابة لكوفيد-19 التابع لمؤسسة ’غيتس فيلانثروبي بارتنرز‘ Gates Philanthropy Partners.
2. مؤسسة فيصل وشابانا الخيرية. بعد جمع 400 مليون دولار من بيع شركته، كرس رجل الأعمال فيصل كوتيكولون وزوجته شابانا، اللذان يتخذان من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لهما، وقتهما لإعادة بناء المدارس الحكومية التي تعاني من نقص التمويل في جميع أنحاء الهند، فضلاً عن تمويل برامج التنمية الاجتماعية والبحوث الطبية والمنح الجامعية. كما قدمت المؤسسة الخيرية المساعدات الطارئة للمتضررين من الفيضانات في ولاية كيرالا وتشيناي وكشمير وهايتي.
3. صندوق الشفاء. يعد صندوق الشفاء، وهو ثمرة تعاون بين عائلة الجفالي ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، أول مبادرة تمويل جماعي في العالم العربي. ويجمع الصندوق روّاد العطاء العرب من أجل التصدي للقضايا الصحية التي تؤثر على المنطقة. وقدم الصندوق الدعم لجهود إعادة الإعمار وتوفير الغذاء والبطانيات والملابس في اليمن.
4. التعليم فوق الجميع. تساهم مؤسسة التعليم فوق الجميع التي أطلقتها السيدة الأولى لدولة قطر في توفير التعليم للأطفال في جميع أنحاء العالم. ومنذ وقت قريب ساعدت المؤسسة في توفير برنامج تعليمي في حالات الطوارئ للأطفال النازحين بسبب النزاع في أوكرانيا.
يقدر البنك الإسلامي للتنمية (IsDB) قيمة الزكاة التي يقدمها المسلمون على الصعيد العالمي بأكثر من تريليون دولار سنوياً، أي ثلاثة أضعاف الميزانيات السنوية العالمية المخصصة للمساعدات الإنسانية والتنمية وبذبك تشكل مصدراً للتمويل لا يمكن الإغفال عنه.
والعمل الخيري في المنطقة مترسخ بعمق في الدين الإسلامي، ويشمل العطاء المنتظم أو الصدقة (الصدقة الطوعية) والزكاة (الإحسان الإلزامي أو الصدقة الإلزامية). وفي هذه المقالة، يشرح طارق شيما، الجراح الذي تحوّل إلى شخصية فاعلة في مجال العطاء ومؤسس الملتقى العالمي للعطاء الإسلامي ومنظم المنتدى العالمي للمانحين، كيف توفر الزكاة التمويل الذي تشتد الحاجة إليه للقيام بالاستجابة الإنسانية.
وتشمل المنظمات الدولية التي تقبل أموال الزكاة لتمويل برامج المساعدات الإنسانية الخاصة بها:
إذا كنت مسلماً وترغب في دفع الزكاة، يمكنك استخدام حاسبة الزكاة لتحديد المبلغ الذي تحتاج إلى دفعه. فيما يلي مثال لحاسبة بنك دبي الإسلامي.
ما أن تقع الأزمات في شتى أنحاء العالم حتى يندفع العديد من الأشخاص والمنظمات السخية لدعم المجتمعات المتضررة. لكن على الرغم من هذه النوايا الحسنة إلا أن بعضها قد يضر أكثر مما ينفع. إليك بعض الأمور المهمّة اليي يتوجب عليك النظر فيها:
في هذا المنشور الذي أعده مركز العمل الخيري من أجل التصدي للكوارث واقتبسه من دليله الإرشادي بعنوان "العمل الخيري من أجل التصدي للكوارث" يوضح المركز الخطوات المفصلة للاستجابة لحالات الطوارئ - سواء كانت أعمالاً إرهابية أو كوارث من صنع الإنسان. ويبحث المنشور في جميع التفاصيل التي يتعين على المؤسسة الخيرية أو الصندوق أخذها في الاعتبار في كل مرحلة من مراحل الأزمة، من التواصل مع المانحين وأعضاء مجلس الإدارة خلال الأيام الأولى من وقوع الكارثة إلى التعامل مع المجتمع المتضرر ووسائل الإعلام المحلية والقيام بجهود الدعوة مع الجهات الفاعلة الحكومية، وإنشاء مساحات آمنة للناس للتجمع فيها. كما يذكر الممولين أنه على الرغم من أنهم يلعبون دوراً مهماً للغاية في الاستجابة، إلا أنهم ليسوا أول المستجيبين فدور رواد العطاء والمحسنين ينحصر فقط في تزويد المستجيبين بالدعم الذي يحتاجون إليه للقيام بعملهم بفعالية وكفاءة.
التحقق من المنظمات غير الحكومية من أجل التعافي من الكوارث
منشور مقتبس أيضاً من دليل "العمل الخيري من أجل التصدي للكوارث" الصادر عن مركز العمل الخيري من أجل التصدي للكوارث يقدم إرشادات للتحقق من المنظمات غير الحكومية المرشحة للحصول على منح لمرحلة التعافي من الكوارث فضلاً عن الإجراءات التي يجب على المؤسسة الخيرية أو الممول اتخاذها لتقييم المنظمات المرشحة لتلقي المنح. وهناك العديد من المسائل التي يجب أخذها في الاعتبار عند تمويل منظمة للتأكد من أن الأموال الممنوحة توظف بشكل جيد، وبالتالي لا بد من الإجابة على أسئلة معينة قبل إرسال الأموال لأي مظمة، مثل سجلها ومعدلات النجاح الخاصة بها والتزامها بتقديم التقارير.
قياس تأثير العمل الخيري من أجل التصدي للكوارث
بالشراكة مع منظمة كانديد (المعروفة سابقاً بـ ’فاونديشن سنتر وغايد ستار‘)، وهي منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة تركز على توفير البيانات والمعلومات المتعلقة بالمنظمات غير الربحية، يعد مركز العمل الخيري من أجل التصدي للكوارث تقريراً سنوياً وخريطة تفاعلية للتمويل توضح تأثير العمل الخيري وتمويل الكوارث على الصعيد العالمي. وفي هذا التقرير الصادر عام 2022، قام المؤلفون بتحليل التفاوتات في التمويل التي تأثرت بالارتفاع الحاد خلال جائحة كوفيد-19 التي استحوذت على 96 في المئة من الأموال التي قدمها الممولون من الولايات المتحدة منذ عام 2020.
المؤسسات الخيرية تستجيب للأزمات: تغيير مستدام؟
يستكشف هذا التقرير الصادر عن مركز العمل الخيري الفعال Center for Effective Philanthropy، وهي منظمة يقع مقرها في الولايات المتحدة وتعمل على تطوير بيانات مقارنة حول القطاع غير الربحي، سلوك المؤسسات الخيرية والممولين الفرديين وما إذا كان هذا السلوك سيستمر في التغير بعد جائحة كوفيد-19 ويلقي الضوء على الدروس المستفادة من هذه التجربة. ويعتبر العطاء على نحو منصف وتوفير التمويل المرن والطويل الأجل وامتلاك مجالس إدارة متنوعة عرقياً بعض النقاط الرئيسية التي يستخلصها هذا التقرير والتي ترغب العديد من المنظمات المستفيدة في رؤيتها حقيقة واقعة.
في هذا الدليل، تستكشف منصة سيركل خمس طرق يمكن أن لرواد العطاء اتباعها لتحسين تقديم المنح عند وقوع الكوارث. ويقدم الدليل رسوماً توضح أفضل الممارسات فيما يتعلق بتوقيت المنح وكيفية إدارتها لتحقيق أكبر قدر من التأثير في ظل الظروف المضطربة التي يمكن أن تنشأ خلال الأزمات كالنزوح الجماعي أو انقطاع التيار الكهربائي.
It's a good idea to use a strong password that you're not using elsewhere.
Remember password? Login here
Our content is free but you need to subscribe to unlock full access to our site.
Already subscribed? Login here