ثلاثة مبادئ لتقديم المنح بفاعلية: الجزء الأول
تعظيم أثر الأعمال الخيرية لشركتك.
تعظيم أثر الأعمال الخيرية لشركتك.
يقدّم هذا الدليل الإرشادي ثلاثة مبادئ رئيسية لتقديم المنح بفعالية ويستعرض أفضل الممارسات لتحسين هذه العملية للأعمال الخيرية للشركات. ويركّز الجزء الأول من الدليل المكون من جزأين على مرحلة ما قبل ترسية المنح ولا يغطي عملية الترسية نفسها أو ما بعدها.
يتجاوز إجمالي عطاء الشركات المدرجة على قائمة "فورتشن 500" الـ 20 مليار دولار أمريكي سنوياً. وفي الوقت الذي تبدو فيه هذه الميزانيات المخصصة ’لفعل الخير‘ كبيرةً جداً، إلا أنها تعتبر ضئيلة أمام حجم الاحتياجات الإنمائية العالمية، إذ تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 سيتطلب إنفاقاً إضافياً يصل إلى 7 تريليون دولار أمريكي سنوياً. وبينما ستتكفل الحكومات في الدول المتقدمة بالجزء الأكبر من هذا المبلغ، إلا أن أوجه قصور كبيرة لا تزال قائمة.
ويمكن للأعمال الخيرية التي يقوم بها القطاع الخاص والشركات أن تلعب دوراً مهماً في سدّ تلك الفجوات التمويلية الكبيرة. ولزيادة الميزانيات، يتعين على الشركات التي تقوم بالعطاء التأكد أيضاً من أن الطرق التي يتم من خلالها استخدام تلك الأموال تعزز من تأثيرها.
ويتم القيام بالأعمال الخيرية للشركات بوسيلتين هما: الرعاية وتقديم المنح. وتتمثل الرعاية عادة في تبرعات يتم تقديمها على شكل نقود أو سلع أو خدمات عينية، وتعتبر طريقة سريعة لاستخدام الموارد. أما تقديم المنح فهي وسيلة تنطوي على درجة أعلى من المشاركة ويتم استخدامها متى أرادت المؤسسة ممارسة التأثير على مكان توجيه الموارد وكيفية استخدامها ولصالح من.
والسمة التعريفية الرئيسية للرعاية هي أنها بشكل عام "من دون قيود"، حيث يمكن للجهة المتلقية استخدام الموارد بقدر كبير من الحرية. أما المنح فعادةً ما تخضع لميزانية محددة أو نطاق عمل أو معايير أخرى خلاف ذلك. ويمكن لكلا الوسيلتين دعم العطاء المؤثر، لكن نظراً لأن الدعم الذي يتم الحصول عليه عن طريق الرعاية يتسم بمستوىً أقل من التعقيد، فسوف يركّز هذا الدليل على العناصر الرئيسية اللازمة لدعم عملية تقديم المنح بطريقة فعّالة.
من شأن التمسك بالمبادئ الرئيسية الثلاثة التالية أن يحسّن كل مرحلة من مراحل العملية الأساسية لتقديم المنح في مرحلة ما قبل الترسية:
الأهمية: يعد توضيح أهداف العطاء الخاصة بك مسألة جوهرية لهيكلة المنحة التي تقدمها من أجل تحقيق أهداف التأثير التي تسعى إليها. ولذلك من الأهمية بمكان تجنب "اتساع النطاق"، أي التعديل المتكرر للنواتج التي تغطيها المنحة، والذي غالباً ما يكون بسبب غياب الوضوح وعدم التركيز على الأهداف. وثمة عامل شائع آخر يتمثل في رغبة المتقدمين بإرضاء مقدم المنحة عن طريق الانصياع لكل طلب يُطلب منهم أثناء عملية التقديم.
ويُعد اتساع النطاق أمراً مزعجاً ومعيقاً في مرحلة ما قبل الترسية لأنه ينشئ "هدفاً متحركاً" يصعب على المتقدمين تلبيته. فهو يسبّب تشتيتاً يحدّ من احتمالية تسليم المقترحات في الوقت المحدد أو ضمن الميزانية أو بشكل مطلق. وعلى الرغم من أن عملية توسيع نطاقك تعد عملاً نبيلاً، إلا أن القيام بها كجزء من عملية المنح الحالية قد ينتقص من أهدافك الأصلية أو حتى يعرّض جودة برنامجك للخطر.
أفضل الممارسات: من المقبول تماماً - بل ومن المستحسن والمطلوب - إجراء إعادة تقييم لأهداف المنح الخاصة بك وتغييرها بمرور الوقت. مع ذلك لا يُوصى بإجراء هذه التغييرات خلال مفاوضات المنح المفتوحة. وقد يكون من المغري العمل مع مجموعة من المتقدمين المتاحين بالفعل لخدمة احتياجاتك المستجدة، إلا أن تلك المجموعة قد لا تكون دائماً في أفضل وضع لها يمكّنها من القيام بذلك. وفي حال تطور نطاقك بما يتجاوز القدرات الأساسية لمجموعة المتقدمين لديك، قد يصبح تشجيع هؤلاء المتقدمين على الشراكة مع منظمات أخرى مناسبة طريقةً جيدةً لضمان أن تظل المقترحات قوية.
يتمثل هدف الأعمال الخيرية لشركتك في تخفيف الازدحام السكاني في المناطق الحضرية، لذا تستعد لتقديم منحة تركّز على تقديم الإسكان المدعوم للأسر ذات الدخل المنخفض في إحدى المناطق في المدينة. لكن أثناء تقييم المقترحات تدرك أن العديد من الشباب في تلك الأسر يواجهون صعوبات دراسية أيضاً. استجابة لذلك، تطلب من المتقدمين للمنحة إعادة تقديم مقترحاتهم بحيث تشتمل على برامج تدريسية تكمّل ما يتعلمه الطلاب داخل الصفوف المدرسية. ومع أن جميع المتقدمين يفتقرون إلى الخبرة في هذا المجال، إلا أنهم يوافقون على توسيع النطاق على الرغم من مخاطر الجودة ذات الصلة، أملاً في الفوز بالتمويل الذي ستقدمه.
الأهمية: إن التعامل مع تقديم المنح بشكل مشابه لإجراء المناقصات يثقل كاهل المنظمات المجتمعية ذات الموارد الضعيفة بشكل لا مبرر له، وقد لا يتمكن الكثير منها من تلبية شروط التقدم بطلبات الحصول على المنح. وقد يثنيها ذلك أيضاً عن المشاركة، وهو ما قد يترك مقدمي المنح أمام عدد ضئيل من المرشحين.
أفضل الممارسات: اعمل على تقليل العقبات أو إزالتها تماماً أثناء عملية تقديم المنح لتشجيع مشاركة مجموعة واسعة من المنظمات. ولذلك قم بطلب المحتوى والوثائق اللازمة لتقييم العرض، أو انظر في دعم عملية تقديم المقترحات إذا كانت الشروط مرهقة جداً.
يرغب ذراع الأعمال الخيرية لشركتك بتقديم منحة تهدف إلى تشجيع العادات الصحية لتناول الطعام بين أفراد مجتمع معين. تشارك العديد من المنظمات المجتمعية في هذا النوع من العمل وأنت على ثقة من أنها ستهتم بالتقدم للمنحة الخاصة بك.
يدير قسم المشتريات لديك عملية المنح، ومع اقتراب الموعد النهائي تتلقّى عدداً محدوداً من الردود، ومعظمها من المنظمات الدولية الممولة جيداً التي تقدم مواد تسويقية عامة بدلاً من مقترحات مصممة خصيصاً للمنحة. وعندما تتواصل مع المنظمات بغية الحصول على أي تعليقات أو ملاحظات، فإنك لا تحصل على ردود منها. تدرك عندئذ أن الكثير منها يظن أن عملية التقدم بطلب المنحة الخاصة بك يفضّل المنظمات غير الحكومية الكبيرة لأن قسم المشتريات لديك قد طلب العديد من الوثائق التي تبدو غير ذات صلة، والتي يستغرق إعدادها وقتاً طويلاً بالنسبة لهؤلاء المتقدمين.
ثم تدرك أن تعليمات التقدم للحصول على المنحة تشير إلى قبول المقترحات المطبوعة والملوّنة، والمرسلة بالبريد السريع، في الوقت الذي لا تستطيع فيه معظم المنظمات تحمّل تكلفة الشحن الدولي السريع من مكاتبها الريفية. كما أفادت عدة منظمات أنها قدمت أسئلة ولم تتلق إجابة عليها لأن سياسة قسم المشتريات هي عدم الإجابة على الأسئلة خلال الجولات الأولية لطرح العطاء، الأمر الذي ترك تلك المنظمات من دون معلومات كافية لتقديم مقترحات جيدة الإعداد.
الأهمية: قد تميل إلى استخدام سياسات مماثلة متبعة مع الموردين عند التعامل مع العقود التي تُبرم بين الجهة المانحة والجهة المتلقية للمنحة. ولا شك في أن المنحة هي عقد يلتزم به الطرفان، ولكن تطبيق نفس النهج المصمم لاستخراج أقصى قيمة مالية من الجهة المتلقية للمنحة سوف يؤثر سلباً – على الأرجح - على النتائج التي سوف تحصل عليها، فضلاً عن إثناء الفائزين بالمنح عن الابتكار وبذل جهد أكبر في تحقيق النتائج المهمة.
أفضل الممارسات: يتطلب تحقيق أهدافك إنشاء علاقة قوية مع المنظمة المنفذة، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق التأثير المطلوب. فالنظر إلى علاقتك مع الجهة المتلقية للمنحة باعتبارها شراكة سوف يحسّن من مساعيكما المشتركة نحو إحراز النجاح. فالشراكة من أجل إحراز النجاح تعني هيكلة علاقتكما بطريقة لا تصرف الانتباه عن تحقيق النتائج المرجوة، بل تسعى بدلاً من ذلك إلى تعزيز النمو. وفيما يلي بعض الطرق التي يمكنك من خلالها دعم الجهات المتلقية للمنح التي تقدمها:
يلتزم العمل الخيري الذي تقدمه شركتك بتحسين مستوى تحصيل الطلاب لمادتي الرياضيات والعلوم في المدارس المحلية. وبعد قياس خط الأساس لعلامات الاختبارات، قمت بتحديد هدف التحسين عند نسبة 10 بالمئة لدى جميع الطلاب في هذا العام الدراسي. ثم طرحت دعوة لتقديم طلبات للحصول على المنحة، وحدّدت أن المنحة تمتد لعام واحد فقط ويتعين أن يقتصر إنفاقها على الكتب المدرسية الجديدة والوسائل التعليمية.
وبعد تقديمك المنحة، تتفاجأ بانقضاء ثمانية أشهر دون إحراز أي تحسن في درجات الاختبار. تعقد اجتماعاً مع الجهة المتلقية للمنحة التي تدرك المشكلة ولكنها تعترف بأن موظفيها مشغولون بإعداد طلب للحصول على تمويل لعام ثان. فليس لديهم سوى القليل من الوقت لتكريسه للعمليات الحالية أو للتأكد من أنهم يحققون أهداف البرنامج.
أفضل الممارسات لاستحداث عملية تقديم طلبات شاملة وفعّالة
1. إزالة العقبات
قم بتقليل العقبات في عملية تقديم الطلبات أو اعمل على إزالتها تماماً لتشجيع مشاركة المنظمات الصغيرة أو الضعيفة الموارد.
2. إيجاد بيئة تتيح تكافؤ الفرص
يمكن لإيجاد بيئة تتيح تكافؤ الفرص للجهات المستجيبة من تركيز الجهود بصورة فعّالة ويشجع على تقديم الطلبات من قبل المؤسسات الضعيفة الموارد التي لا يمكنها تطوير مقترحات واسعة أو مصممة بشكل احترافي، لكنها تمتاز بتقديم محتوىً قوي.
3. إعادة النظر في نموذج التمويل
غالباً ما تكون نماذج التمويل المرنة متوافقة بشكل أفضل مع متطلبات تنفيذ البرنامج. ولذلك عليك أن تفسح المجال للتعديل والابتكار.
It's a good idea to use a strong password that you're not using elsewhere.
Remember password? Login here
Our content is free but you need to subscribe to unlock full access to our site.
Already subscribed? Login here