عبد العزيز الغرير والشيخة بدور القاسمي يناقشان مشهد العمل الخيري الاستراتيجي في اجتماع في دبي.
تفخر المنطقة العربية بتقاليدها العريقة في العمل الخيري التي تتجذر بعمق في نسيجها الاجتماعي وتحث الأعمال التجارية العائلية والأفراد على تقديم تبرعات سخية. ويندرج جزء كبير من هذا العطاء عادة في إطار الإحسان الذي يكون عادة قصير الأجل ويهدف إلى تقديم الإغاثة العاجلة أو الاستجابة للأزمات والكوارث المفاجئة.
غير أن توجيه الموارد الخيرية بشكل استراتيجي يكفل أن تحدث تأثيراً مستداماً ويساعد الحكومات في مساعيها للتخفيف من حدة الفقر، والقضاء على الجوع، وتحسين إمكانية الوصول إلى التعليم.
ولإيمانها بأهمية العطاء المؤثر، نظمت مؤسسة عبد الله الغرير في مايو 2023 فعالية بعنوان "قوة العطاء المؤثر" بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في الشارقة لاستكساف سبل إطلاق العنان لإمكانات العمل الخيري والاستثمار المؤثر.
وخلال الحدث شارك عبد العزيز الغرير، رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبد الله الغرير، والشيخة بدور القاسمي، رئيسة الجامعة الأمريكية في الشارقة في دردشة غير رسمية وجهات نظرهما تجاه العمل الخيري الاستراتيجي وناقشا إمكانات الاستثمار المؤثر.
وقال عبد العزيز الغرير، وهو أيضاً مؤسس صندوق عبد العزيز لتعليم اللاجئين، المبادرة التي تهدف إلى تمكين المستضعفين من الشباب في العالم العربي من الوصول إلى التعليم: "تعج دولة الإمارات العربية المتحدة بالمنظمات الخيرية، لكنني أتمنى أن تقوم هذه المنظمات بتغيير نهجها والتركيز على إحداث تأثير حقيقي". وأضاف قائلاً: "لدى هذه المنظمات الموارد اللازمة والجهات الممولة والنوايا الحسنة. وإذا تمكنا من إلهامها وتحفيزها على مشاركة قصصها وأفكارها ومفاهيمها، فكلي ثقة بأنها ستحدث فرقاً جوهرياً وتترك أثراً كبيراً".
بدورها، سلطت الشيخة بدور القاسمي، مؤسس مؤسسة كلمات، التي توفّر الكتب للأطفال المستضعفين، بما في ذلك اللاجئون منهم، الضوء على الحاجة إلى شركاء متفانين حيث قالت: "عندما نتحدث عن حياة الشباب ومستقبلهم وتعليمهم وتحقيق تأثير هادف على حياتهم، فإننا بحاجة إلى شركاء مخلصين يؤمنون بهذه المهمة".
وشدد الطرفان على الدور المحوري الذي يلعبه العمل الخيري الاستراتيجي في تعظيم تأثيره، وقدما توصيات ثاقبة لرواد العطاء وهي:
- تعزيز الشراكات الاستراتيجية: يمكن لرواد العطاء والمحسنين إقامة شراكات ناجحة من خلال (1) فهم الأهداف المشتركة ومواءمة جهودهم لتتناسب معها و(2) تحديد مجالات التآزر التي يشعر كلا الشريكين بالشغف تجاهها.
- الاستفادة من أهداف التنمية المستدامة كإطار عمل: تشكّل أهداف التنمية المستدامة إطار عمل فعّال لتسهيل الفهم المشترك وتمكين الجهات الخيرية من توجيه جهودها، وتحديد الفجوات، وإعطاء الأولوية للمجالات التي تعاني من نقص التمويل والتي تتطلب اهتماماً عاجلاً.
- تبني المخاطر المسؤولة: إن الاستعداد لتحمل المخاطر المحسوبة يمكن أن يؤدي إلى تحولات رائدة في العمل الخيري، وفتح الأبواب أمام استكشاف المجالات والاحتياجات لم تتم تلبيتها بعد. مع ذلك، تتطلب المخاطرة المسؤولة إجراء تقييم دقيق لوضع خطط الطوارئ لمواجهة التحديات غير المتوقعة.
- البدء مبكراً: إن بدء المساعي الخيرية في وقت مبكر من الحياة، حتى مع توفر موارد محدودة، يمكن أن يؤدي إلى تأثير كبير. وقد نصح الغرير الأشخاص الذين يطمحون إلى دخول ميدان العمل الخيري "بالبدء على نطاق صغير داخل مجتمعهم أو مكان عملهم أو العمل مع مؤسسة خيرية لإحداث فرق". وأضاف قائلاً: "شيئاً فشيئاً سوف تتعلم كيفية تصمم مبادرات أكثر فعالية في المستقبل".
وقد عقدت الفعالية في نادي في كابيتال كلوب دبي وألقى الشيخ ماجد القاسمي، الشريك المؤسس لشركة سوما ماتر وعضو اللجنة الحكومية لنادي كابيتال كلوب كلمتها الافتتاحية.
يمكن قراءة تقرير الفعالية كاملاً هنا.
نبذة عن مؤسسة كلمات
تحت قيادة الشيخة بدور، تسعى مبادرة "تَبَنَّ مكتبة" التابعة لمؤسسة كلمات إلى إنشاء مكتبات يحتوي كل منها على 100 كتاب باللغة العربية من أجل تعزيز حب اللغة والثقافة العربية بين الأطفال ذوي الموارد المحدودة والأطفال النازحين قسراً. وقد تم حتى الآن نشر المبادرة في أكثر من 23 دولة وإنشاء 146 مكتبة والوصول إلى أكثر من 100,000 طفل عربي.
نبذة عن صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين
تم إطلاق صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين في عام 2018 بهدف دعم اللاجئين والشباب المستضعفين وتيسير وصولهم إلى التعليم الثانوي والمهني والعالي. ومنذ تأسيس الصندوق تعهد عبد العزيز شخصياً بدعمه بتقديم أكثر من 44 مليون دولار، وحتى الآن، استفاد من خدماته أكثر من 62,000 لاجئ وشاب من الفئات المحرومة في الأردن ولبنان، بالإضافة إلى الشباب من الدول المتضررة من الصراعات والمقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة.