الاستثمار المؤثر للعائلات: إطار عمل

مركز التمويل المستدام والثروات الخاصة (CSP) في جامعة زيورخ ومجتمع ’ذا إمباكت‘ The ImPact يستكشفان مقومات نجاح الاستثمار المؤثر

دراسة جديدة صادرة عن مركز التمويل المستدام والثروات الخاصة (CSP) التابع لجامعة زيورخ ومجتمع ’ذا إمباكت‘ The ImPact تستكشف مقومات نجاح الاستثمار المؤثر وتلقي نظرة معمقة على النُهج التي تتبعها بعض العائلات من مختلف أنحاء العالم التي تحقق مثل هذا النجاح.

تضطلع العائلات بدور فريد وحاسم الأهمية في مشهد الاستثمار المؤثر، سواء كمستثمرين أو رواد أو قائمين على بناء المنظومات. وكمستثمرين، توصف العائلات في الكثير من الأحيان بأنها عناصر فاعلة تقوم باتخاذ قرارات تنطوي على التفكير البعيد المدى الذي غالباً ما يهدف إلى عدم المساس باحتياجات الأجيال القادمة.

وإلى جانب حقيقة أن هؤلاء المستثمرين يحظون في أحيان كثيرة بميزة معاينة التأثيرات التي تحدثها استثماراتهم عن كثب، مقارنةً بالمستثمرين الآخرين مثل صناديق التقاعد أو شركات التأمين أو المؤسسات الخيرية، فإن العائلات تكون في أغلب الأحيان الوسيلة الأمثل لتمهيد الطريق للقيام بالاستثمار المتوافق مع القيم والقائم على تحقيق الأثر.

مع ذلك، وعلى الرغم من وفرة الإمكانات، إلا أن فكرة المستثمرين من العائلات يصاحبها أيضاً بعض التعقيدات. فكما أن العائلات تتمتع بالاستقلال والمرونة على نحو فريد، فإنها تتميز أيضاً باتخاذ قرارات غير شفافة والعمل ضمن هياكل هرمية مطلقة ومواجهة احتياجات متباينة وأولويات متعارضة.

والاستثمار المؤثر هو مصطلح مرادف للتعلم عن طريق الممارسة. وفي بعض الأحيان تكون المقومات التي تساعد على تحقيق الأثر متوفرة، غير أن الخطوات اللازم اتباعها لتحقيق ذلك تكون غائبة. وفي أحيان أخرى، تكون الرؤى الرامية إلى إحداث الأثر واضحةً بينما السُبل التي تفضي إليه ليست كذلك.

تابعوا القراءة لمعرفة المزيد عن الاستثمار المؤثر للعائلات، كما يمكن تنزيل التقرير كاملاً هنا.

النقاط العشر الرئيسية لإطار عمل ’ذا إمباكت‘

في إطار سعيه لتعضيد رسالته المتمثلة في مساعدة العائلات على القيام بالمزيد من الاستثمارات المؤثرة، قام ’ذا إمباكت‘  The ImPact، المجتمع العالمي للعائلات الملتزمة بإحداث الأثر الإيجابي، بتحديد 10 إجراءات رئيسية تتخذها العديد من هذه العائلات أثناء رسمها لاستراتيجيات الاستثمار المؤثر الخاصة بها وتطويرها وتنفيذها وصقلها مع مرور الوقت. فالعائلات نادراً ما تنتهج مساراً خطياً خلال عملها على هذه الإجراءات، هذا إن عملت عليها أصلاً. وربما يقوم بعضها أولاً بوضع إجراءات تتميز بسهولة إتمامها وتوظّف الخبرات التي اكتسبتها من العملية لبناء الزخم من أجل تنفيذ الإجراءات اللاحقة. وتتميز الإجراءات التي تتبعها بالترابط، مما يخلق دورة نشطة تعزز من قدرة العائلات على إحداث الأثر من خلال الاستثمار.

1. تحديد "النبراس" الذي سيوجه مسار العائلة. قبل تحديد رؤية العائلة وأهدافها، قوموا بتحديد الاحتياجات الاجتماعية أو البيئية التي تسعى لسدها والمستفيدين الذين تود إحداث أثر إيجابي في حياتهم. ثم حددوا المعيار الذي ستستندون إليه في عملية اتخاذ القرار. وبمجرد الانتهاء من هذه الخطوة، تكونون قد حددتم "النبراس" الخاص بعائلتكم. وعلى الرغم من صعوبة العثور على نهج واحد يناسب الجميع لهذه العملية، إلا أن الأدوات التي تساعدكم على بدء العمل عديدة. ومن الأمثلة على ذلك أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وإطار عمل الأثر الخاص بمجتمع ’تونيك‘ Toniic، ومشروع ’الإيثار الفعال‘.

2. تأييد العائلة للرؤية المشتركة للاستثمار المؤثر. انخرطوا في محادثات تمكنكم من تحديد القيم التي تتقاسمها عائلتكم من أجل توسيع مشاركتها في قرارات الاستثمار وتعميقها. فالحديث عن القيم بدلاً من التمويل يمنح أفراد العائلة غير المتفاعلين الفرصة للمشاركة في قرارات الاستثمار من خلال استخدام المفردات التي يشعرون بالراحة إزائها. وقد يكون الدعم الخارجي أمراً لا غنى عنه، لكن في حال وصلتم إلى طريق مسدودة، يبقى اقتطاع أصولكم خياراً متاحاً.

3. تشكيل فريق استثماري للعمل على استراتيجية الاستثمار المؤثر الخاصة بعائلتكم. إن العثور على المواهب المناسبة ليس بالأمر السهل في مجال ناشئ ويتسم بالدينامية كهذا. ولا يختلف الأمر عن ذلك عند التنقل بين عدد لا يحصى من صانعي القرار في العائلة والخبراء الخارجيين. وبغض النظر عن هيكل الفريق، فإن وضوح العمليات والسياسات والأهداف ونماذج القياس يضمن إضافة الدروس المستفادة إلى الخبرات المكتسبة والنمو التدريجي.

4. تحديد الأصول الخاصة بالعائلة لمعرفة ما تمتلكه. تتمثل الخطوة الأولى في عملية التحول في معرفة الدافع الخاص بكم وما المعطيات المتوفرة لديكم. وبمجرد أن ترسموا خطوطكم الأساسية، قوموا بوضع خطة وابدؤوا بتنفيذها واجعلوا أنفسكم وفريقك العمل لديكم مسؤولين عن الأهداف التي حددتموها.

5. إدراج الأثر في بيان سياسة الاستثمار الخاصة بالعائلة. اكتبوا ووضّحوا الأطر المعيارية التي توجه أنشطتكم الاستثمارية واعملوا على توحيد اللغة المستخدمة في مختلف السياسات ذات الصلة. على سبيل المثال، هل تريدون التحدث عن أثر يتسم بالمسؤولية، أو عن سياسات الاستثمار المستدام؟ فالكلمات التي تستخدمونها تحدد الواقع الذي تعملون فيه والأهداف التي ترسمونها والتنازلات التي ترغبون في القيام بها.

6. دمج الأثر في إجراءات العناية الواجبة لجميع استثمارات العائلة. استخدموا أطر عمل مشتركة أو هياكل منفصلة لتقييم الاستثمارات مقابل تأثيرها الاجتماعي والبيئي. وعلى الرغم من أن بعض الهياكل والأطر لا تعمل مع بعض فئات الأصول، إلا أن هذا لا يعني أن هذه الأصول لا تحدث أثراً. فجميع الاستثمارات لديها أثر، لكن ما يخضع للقياس هو ما تتم إدارته.

7. بناء محفظة الأثر وفقاً لبيان سياسة الاستثمار الخاصة بالعائلة. مديرو الصناديق هم الخبراء الذين ستعتمدون عليهم في الصفقات والدروس المستفادة. وحتى عند السعي لبناء فريق داخلي لعائلتكم، فإن طريقة المضي قدماً تتمثل في الاستثمار في صندوق الأموال وأن تصبح العائلة شريكاً محدود المسؤولية في صندوق الأثر. فمن شأن ذلك أن يحميكم من التعلّم الناتج عن المرور بتجارب قاسية. بالإضافة إلى ذلك، يعد بناء محفظة قوية ومتنوعة للأثر أكثر سهولة عندما تعمل العائلات مع شركاء متوافقين لتوليد الاستثمارات والتعاون في بذل العناية الواجبة. ويمكن أن يكون هؤلاء الشركاء عائلات أو مؤسسات أو خبراء في مجال الاستثمار.

8. وضع منهجية لقياس الأثر لمحفظة العائلة. قبل وصف استثماركم بأنه استثمار مؤثر، من الضروري فهم الفرق بين الأثر الذي تحدثه الشركة والأثر الذي تحدثونه كمستثمرين. للحصول على فهم شامل للأثر الذي تحدثونه، قوموا بقياس كليهما. وهناك عدد كبير من الأدوات والخبراء لمساعدتكم على أخذ الخطوات الأولى، فأنتم لستم وحدكم في هذه المهمة.

 9. إشراك المؤسسات التي تدعم نشر الأصول الخاصة بالعائلة. عند العمل كعائلة، من المهم أن تفهم النفوذ الذي تتمتع به عند انتهاج أسلوب العمل الجماعي وأن تقوم بالتعاون مع أقرانها. ويمكن للعائلات أن تكون محفزاً للتغيير عندما تحدد منتجات الاستثمار المؤثر ومعاييره المشتركة، مما يشير إلى الطلب على الاستثمارات المؤثرة العالية الجودة في مختلف المؤسسات والأسواق والمجتمعات.

10. دعم ازدهار بيئة للأثر. لا يتعلق الاستثمار المؤثر بالاستثمار فقط بل بإنشاء بيئة للاستثمار الموجه نحو إحداث الأثر. إن تغيير منظومة الاستثمار يستدعي توفير المزيد من المعارف والشبكات القوية والأفراد ذوي البصيرة الذين يدفعون باتجاه إحداث التغيير الحقيقي والطويل الأمد. وهذا يعني أن أولئك الذين يسعون إلى القيام بالاستثمار المؤثر مدعوون أيضاً للعمل كرواد. فمن شأن إتاحة الفرصة لتعزيز بيئة نشطة للاستثمار المؤثر أن يزيد من قدرة الجميع على القيام باستثمارات مؤثرة ذات جودة أعلى - الآن وفي المستقبل.

لمعرفة المزيد عن العائلات والاستثمار المؤثر، تفضل بتنزيل هذا التقرير الجديد بعنوان عشرة مكونات للاستثمار المؤثر: ثماني عائلات تشارك وصفاتها الصادر عن مجتمع ’ذا إمباكت‘ ImPact ومركز التمويل المستدام والثروات الخاصة (CSP) في جامعة زيورخ. والتقرير عبارة عن بحث معمق في موضوع الاستثمار المؤثر وعرض لدراسات حالة تتناول ثماني عائلات اتخذت خطوات ملموسة في هذا المجال، من بينها فاليري روكفلر، وتمبل فينيل من مجموعة كيلر، وباولو فريجيا. اطلعوا على التقرير كاملاً هنا.

نبذة عن مركز التمويل المستدام والثروات الخاصة (CSP)

مركز التمويل المستدام والثروات الخاصة هو مؤسسة أكاديمية للبحوث والتثقيف تابعة لجامعة زيورخ. ويعمل مركز التمويل المستدام والثروات الخاصة عند تقاطع البحوث وأصحاب الثروات وخبراء الاستثمار لإنتاج المعارف وحشد رؤوس الأموال من أجل تحقيق الأثر.

 

نبذة عن ’ذا إمباكت‘

’ذا إمباكت‘ The ImPact هو مجتمع عالمي يتم الانضمام إليه عن طريق العضوية ويجمع العائلات التي تسعى جاهدة لتحقيق أثر إيجابي وقابل للقياس من خلال مكاتبها العائلية أو الشركات التابعة لها أو مؤسساتها الخيرية. وتمنح تجربة العضوية في ’ذا إمباكت‘ العائلات فرصة التمتع بالعلاقات والمعارف والفرص اللازمة لمواصلة مسيرتها في إحداث الإثر.

Univzurich Logo
Screenshot 2023 01 03 At 09.54.52